الإباضة العكسية: الحالة المرضية وأسبابها

بقلم: الدكتور تميم الشحنة
مدير فني لدى إيماتا والمدير الفني في سورية للشركة الإيطالية AWP

في هذا المقال، سنستعرض هذه الحالة بالتفصيل، أسبابها، وتأثيرها على القطيع.

ما هي الإباضة العكسية؟

الإباضة العكسية هي حالة مرضية تُصيب قطعان أمهات دجاج التسمين في مراحل عمرية متقدمة. تتميز بسقوط بيض أو أشباه بيض في التجويف البطني بعد خروجها من قناة البيض، بدلاً من إتمام عملية وضع البيض بشكل طبيعي. تختلف هذه الحالة عن التبويض الداخلي، حيث تسقط حويصلات الصفار داخل التجويف البطني خارج قناة البيض، مما يُسبب التهاب البريتون المحي .

في الإباضة العكسية، نلاحظ وجود بيضات غير مكتملة التكوين، بعضها مغلف بأغشية البيضة دون تكوّن القشرة الكلسية، وقد تظهر كتل متجبنة كروية تتكون من بروتينات البياض أو تجبنات فبرينية.

كيف تحدث الإباضة العكسية؟

تبدأ الحالة عادةً بحالة تُعرف بـ”احتباس البيضة”، حيث تُحتجز البيضة في الجزء الأخير من قناة البيض دون أن يتم ترسيب الكلس أو تكوين القشرة الكلسية. يلي ذلك مرحلة “انحشار البيض”، حيث قد يُغلف صفار البيضة ببروتينات البياض وأغشية القشرة، أو حتى يُغلف جسم غريب (مثل كتلة التهابية متجبنة) بأغشية البيضة.

مع تراكم هذه البيوض داخل قناة البيض، تزداد الضغوط على الأحشاء، مما يؤدي إلى خروج البيوض من الجزء العلوي لقناة البيض القريب من المبيض، في عملية تُشبه الإباضة العكسية. هذا الخلل يؤدي تدريجيًا إلى توقف إنتاج البيض، هزال الدجاجة، وفي النهاية نفوقها.

أسباب الإباضة العكسية

هناك العديد من العوامل التي تُساهم في حدوث هذه الحالة، وتشمل:

الأمراض الفيروسية: مثل التهاب الشعب الهوائية المعدي (IB) ومرض النيوكاسل (ND).
الالتهابات البكتيرية: مثل الإصابة ببكتيريا الإيكولاي التي تُسبب التهاب قناة البيض.
زيادة الدهون: تراكم الدهون في منطقة الحوض يزيد من ضغط الأحشاء على قناة البيض.
النشاط المفرط للمبيض: قد يؤدي إلى إنتاج بيض غير مكتمل التكوين.
ظروف التربية السيئة: مثل التحريض الضوئي أو العلفي الزائد، أو عدم تحقيق تجانس جيد للقطيع.
الإسهالات الشديدة: تُسبب التهاب قناة البيض بالطريق الراجع.

تأثير الحالة على القطيع

تُعتبر الإباضة العكسية حالة خطيرة تؤثر على إنتاجية القطيع، حيث تتوقف الدجاجات المصابة عن إنتاج البيض، وتُعاني من الهزال التدريجي، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة. الصورة (1) تُظهر بوضوح سقوط البيض أو أشباه البيض في التجويف البطني، مما يعكس الخلل الحاصل في قناة البيض.

كيفية الوقاية والعلاج

للوقاية من الإباضة العكسية، يُنصح باتباع الممارسات التالية:

تحسين ظروف التربية، بما في ذلك التغذية المتوازنة والتحكم بالإضاءة.
مراقبة صحة القطيع والتطعيم ضد الأمراض الفيروسية مثل IB وND.
السيطرة على الالتهابات البكتيرية من خلال النظافة واستخدام المضادات الحيوية عند الضرورة.
تجنب الإفراط في التغذية للحد من تراكم الدهون.

خاتمة

الإباضة العكسية هي حالة معقدة تتطلب فهمًا دقيقًا لأسبابها وتأثيراتها. من خلال تحسين إدارة القطيع وتطبيق إجراءات وقائية فعالة، يمكن تقليل مخاطر هذه الحالة وضمان استمرارية الإنتاج. إذا كنت تواجه هذه المشكلة في قطيعك، فإن استشارة طبيب بيطري متخصص هي الخطوة الأولى نحو الحل.